تأسست الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق عام 1975 على يد خيرة من أبناء الشعب الأردني الطيب، الذي كان ولا يزال ينبض بالخير في كل مكان وزمان.
ولا تزال الجمعية تقوم بالأعمال التطوعية وبدون ربحية، وتعتمد في إنجاز أعمالها على التبرعات من الخيرين وبعض الجهات ذات العلاقة، ومن خلال اشتراكات أعضائها الرمزية وبعض عائدات مجلة طريق السلامة التي تصدرها كل ثلاثة أشهر.
لقد استطاعت هذه الجمعية أن تثبت وجودها من خلال مشاركتها في كثير من الفعاليات الرسمية التي تهدف لنشر التوعية المرورية وعمل الدراسات والإحصائيات والمؤتمرات والندوات التي تهدف إلى نشر الثقافة المرورية بين أبناء الشعب. وقد استطاعت أن تصل إلى كثير من شرائح المجتمع من خلال لجانها المختلفة مثل لجنة التثقيف المروري واللجنة العلمية ولجنة المجلة واللجنة الاجتماعية ولجنة الجامعات. وجميع أعضائها من أصحاب الخبرة المتمرسين في مثل تلك الأعمال. وقد ساهمت منذ تأسيسها بالتعاون مع مديرية الأمن العام التي تعنى بالدرجة الأولى بالمرور والطرقات وحوادث السير. وساهمت أيضًا في تخطيط الشوارع والمدن الرئيسية بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى وبلديات المحافظات الأردنية الأخرى من خلال فروعها التي تنتشر في تلك المحافظات. ودخلت إلى الجامعات الأردنية وشكلت لجانًا من الطلاب بقيادة أحد الكوادر التدريسية في الجامعة الذي يهتم بمثل تلك النشاطات. حيث إن الشباب الأردني هو المستهدف من نشر تلك التوعية والتثقيف المروري وخلق جيل واعٍ يهدف إلى الحفاظ على سلامة أبناء الأردن الطيب. واستطاعت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومن خلال تشكيل لجان مشتركة بينهما وزيارات متكررة عشوائية لمدارس المملكة لإعطاء المحاضرات التوعوية. وساهمت ولا تزال تحت الدراسة في استحداث مناهج مرورية منذ السنوات الأولى للطالب، وبالتالي تكبر معهم الثقافة المرورية.
يتبين مما سبق أن الجهد والعبء الملقى على أكتاف القائمين على هذه الجمعية كبير، ويحتاج إلى إمكانيات مادية كبيرة. وللأسف، ميزانية الجمعية تكاد لا تكفي لسد مصاريف الجمعية الثابتة. ولا نريد بأي حال من الأحوال أن تقصر هذه الجمعية من جهودها في المحافظة على السلامة المرورية. وبالتالي، فإنها تحتاج إلى الدعم المادي الكبير من الجهات الرسمية والخيرية. وهنا أرفع صوتي من خلال هذه المقالة لتصل إلى كل الجهات للقيام بواجبها في دعم ذلك المجهود الذي دام ثلاثة وثلاثون سنة. ونرجو من الله أن يستمر في عمل الخير من أجل نشر الوعي المروري والسلامة. وأعيد اقتراح ما كان قد قدم سابقًا من خلال أعضاء خيرين في الجمعية باقتطاع نسبة معينة من مبالغ المخالفات المحصلة لدعم الجمعية، وأيضًا اقتطاع نسبة معينة من أقساط التأمين الإلزامي، قد تصل إلى 1%، اسوةً بأعمال مشابهة لهذا الجهد. دون أن يتكلف المواطن الأردني أي أعباء إضافية نتيجة لهذا الاقتطاع. وخاصةً أن زيادة التوعية المرورية تؤدي إلى انخفاض في الحوادث الحاصلة نتيجة مخالفة قوانين السير، وحفاظًا على أموال شركات التأمين. وهذا نداء صادق إلى رئيس الاتحاد الأردني لشركات التأمين الحالي وسيم زعرب الذي لم يوفر جهدًا إلا وساهم به ونماه من أجل المحافظة على سلامة الأردنيين وتخفيف العبء على شركات التأمين. وقد رأيناه في جهود مشتركة بين الاتحاد وبين الجمعية. ولا ننسى ما قامت به الجمعية من خلال دعمها لأعوان المرور الذين يبلغ تعدادهم حاليًا حوالي الآلاف، منتشرين في كافة أنحاء المملكة من أجل أن نضع يدهم بيد شرطة السير المخلصين.